الاثنين، 4 يونيو 2012

لماذا يجب على العالم أن يدعم المعارضة السورية


ترجمة الدكتور مناف عبد الغني -
بقلم : د. مردخاي قيدار _ مقدم احتياط في سلاح الاستخبارات الاسرائيلي سابقا ومحاضر في جامعة بار ايلان وباحث في مركز بيغن _ السادات للدراسات الاستراتيجيه حاليا .
نرى جميعا الاحداث المفزعه التي تحدث في سوريا منذ اكثر من عام وتقوم وسائل الاعلام وطوال الوقت بنشر أخبار عن مواجهات بين " قوات النظام السوري " من جهه وبين " المتمردين " و " المعارضه " و " جيش سوريا الحره " من جهه اخرى . الا ان الكثيرين منا لايعلم ان " قوات النظام السوري " تضم اعدادا كبيره من الجنود الاجانب , يقدر عددهم حقا بفيلق , والذين وصلوا الى سوريا بأوامر من قادتهم لمساعدة بشار الاسد وجماعته من أجل البقاء في السلطه بأي ثمن . ان ألاجانب الذين وصلوا الى سوريا من أجل دعم النظام هم بالاساس لبنايين من حزب الله وعراقيين يخدمون في وحدات شيعيه خاصه تعمل بشكل روتيني كوحدات اغتيالات وتفجيرات بتوجيه من ايران . ووقعت حكومتا سوريا والعراق مؤخرا على اتفاق ينظم حماية الحدود بين الدولتين في منطقة دير الزور وذلك من أجل وقف تدفق الاسلحه والذخائر المرسله من السنه العراقيون الى اخوتهم السنه في سوريا وذلك من اجل مواجهة الهجمات الدمويه للقوات العلويه . ان النظام السوري يخشى من نشطاء القاعده في بلاد النهرين , عملوا في السابق تحت قيادة ابو مصعب الزرقاوي , والذين من المحتمل ان ينقلوا ساحة نشاطهم من العراق الى سوريا وان يوجهوا جهادهم ضد العلويين الكفره الذين يدعمهم النصارى الروس والصينيون عبدة الاصنام .
وصرح أيمن الظواهري , وهو وريث بن لادن في قيادة القاعده في افغانستان , قبل عدة اسابيع بأن على جميع المسلمين أن يتطوعوا للجهاد المقدس ضد حكم الكفره في سوريا . ان تلك التصريحات قد الحقت الضرر بمتمردي سوريا لانها تبرر ادعاء النظام السوري بانه لايحارب مدنيين هادئين بل يحارب عصابات ارهابيه مسلحه . وأعلنت تنظيمات المعارضه السوريه بأنها تعارض وبشده تصريحات القاعده وأن جل نيتها هي اقامة دوله ديمقراطيه مدنيه في سوريا وليس اماره اسلاميه متطرفه . وبالمقابل تتزايد الاخبار حول تدفق اسلحه كثيره للمتمردين تم سرقتها من مستودعات الذخيره التابعه للجيش السوري وتشمل هاونات , رشاشات ثقيله , صواريخ مضاده للدبابات وكذلك الكاتيوشا . ان هذا الامر سيساعد جيش سوريا الحره على استئناف هجماته ضد قواعد جيش النظام السوري ووحداته . وعندما _ على مايبدو قريب جدا بعد أن يتضح ان وقف اطلاق النار موجود فقط في وثائق كوفي عنان _ سيقرر استئناف القتال فأن النظام السوري مستمر في قتل المدنيين وان العشرات منهميقتلون في كل يوم من ايام " وقف اطلاق النار " .
انضم المتحدث بأسم الاسلام السني الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ايضا الى مجموعة المساندين لمتمردي سوريا وذلك عندما اصدر فتوى تحرم شراء البضائع الروسيه والصينيه بسبب المساعده التي تقدمها تلك الدولتان للنظام الذي يقتل المسلمين السنه في سوريا .
وتنظر ايران الى تلك التطورات بقلق بالغ لئلا ينهار النظام في سوريا وبالتالي ينهار معه نظام التاثير الايراني في كل من سورياولبنان وغزه واماكن اخرى في العالم العربي اذ ان سوريا هي بمثابة نقطة الانطلاق الايرانيه الى تلك الدول والمناطق . دخل قاسم اغا سليماني مؤخرا , وهو أحد قادة الحرس الثوري الايراني , الى الصوره وذلك من خلال تعيينه مسؤولا عن ملف العراق , سوريا ولبنان . لقد قام سليماني بتجنيد ميليشيات شيعيه عراقيه تم تدريبها وتسليحها وتجهيزها في ايران للعمل ضد القوات الامريكيه في العراق وتحمل تلك الميليشيات اسم " عصائب اهل الحق " . أصبح سليماني مسؤولا عنها من أجل الوصول بسرعه الى سوريا عن طريق العراق للمشاركه سوية مع جيش السلطه في قمع التمرد في سوريا . ان الخبره القتاليه العمليه التي اكتسبتها تلك الميليشيات من خلال مئات العمليات الارهابيه التي نفذتها ضد اهل السنه في العراق سيتم " ترجمتها " الى " عمليات نوعيه " مشابهه ضد المتمردين السنه في سوريا .يترأس تلك الميليشيات شخص اسمه " أبو درع " وهو سفاح شيعي وهو ايضا أحد قادة " سرايا الموت " التي تنتمي ل " جيش المهدي " التابع لمقتدى الصدر . اسمه الحقيقي هو اسماعيل حافظ اللامي من مواليد عام 1970 وخدم في الجيش العراقي سابقا . اوكلت لابو درع بعد انضمامه عام 2003 الى " جيش المهدي " مهمة اصطياد الضباط والطيارين ورجال الاستخبارات الذين خدموا في زمن صدام حسين وحزب البعث واعدامهم بدون محاكمه . لقد لعب هذا الشخص دورا فاعلا في التفجيرات الكبيره ضد اهل السنه في بغداد والتي كان هدفها اخلاء العاصمه من السنه وتحويلها الى عاصمه شيعيه . ان لهذا العمل مغزى قوي جدا في الاسلام حيث ان بغداد كانت وخلال 500 عام , من عام 751 ولغاية 1258 ميلاديه , عاصمه للخلافه العباسيه التي قامت على جماجم الشيعه . ان تحويل بغداد الى مدينه شيعيه ما هو الا انتقام لطيف من اهل السنه الذين قتلوا زعيم الشيعه الحسين بن علي في كربلاء عام 680 ميلاديه . الان تم ارسال ابو درع الى سوريا من أجل مساعدة الاسد , وهو المتعاون مع الايرانيين الشيعه , للاستمرار في الحكم في دمشق التي كانت عاصمة الاموييين السنه بين عام 660 الى عام 750 ميلادي .
ان مقدرة الايرانيون على ارسال عراقيين للقتال الى جانب الاسد ودفع الحكومه العراقيه للتعاون مع نظام الحكم في سوريا لمنع عمليات تهريب الاسلحه الى المتمردين من المتوقع ان تكون مفاجئه استراتيجيه للعالم اذ انه يتضح ان ايران هي المسيطره على العراق الذي يعمل اليوم وفقا للمصالح الايرانيه . وبعد كل الاموال والدماء التي سفكت في العراق منذ عام 2003 وبعد ان تم ابعاد الديكتاتور الذي حكمها فأنه يتضح بأن هذه الدوله الممزقه والمجزئه قد سقطت كثمرة ناضجه بايدي آيات الله في قم . من الممكن القول وبابتسامه مره بأن ايران هي المنتصره الكبيره في حرب الغرب ضد صدام وانها فعلت ذلك ايضا وعندما كانت القوات الامريكيه في العراق الا ان تلك القوات كانت خائفه بشكل كاف من ان تعمل وبحزم ضد ايران .
كان للامريكان في العراق ومنذ عام 2003 معلومات كثيره حول تدخل الحرس الثوري والاستخبارات الايرانيه في العراق . استولى الامريكان على اسلحه ومعدات وذخائر تم تهريبها من ايران الى العراق وجرى استخدامها في حرب العصابات قام بها رجال مثل ابو درع وميليشيات مثل " جيش المهدي " ضد قوات التحالف . قتل وجرح الالاف من قوات التحالف في العراق منذ عام 2003 باسلحه وذخائر ايرانيه تم تهريبها من ايران الى العراق وجرى استخدامها من قبل ميليشيات عراقيه ( سنيه ايضا ) تلقت تدريبات في ايران . ورغم كل ذلك لم تتجرأ الولايات المتحده الامريكيه والتحالف اطلاقا على القاء مسؤولية قتل جنود التحالف على ايران والسبب هو خوفهم من ان عمل كهذا سيلزمهم العمل ضد ايران على اراضيها في الوقت الذي سيكون عليهم ان يستمروا في الدفاع عن انفسهم ضد التفجيرات الايرانيه في كل من العراق وافغانستان .
استوعب نظام الحكم في ايران الضعف الغربي وبالتالي زاد من هجماته ضد قوات التحالف وان الدول الاعضاء في ذلك التحالف قد اعلنت الواحده تلو الاخرى عن انسحابها من الحرب الغير مجديه في المستنقع العراقي . وفي النهايه هربت منه الولايات المتحده الامريكيه ايضا وأبقت هذه الدوله الملطخه بالدماء تحت رحمة آيات الله الذين يفعلون بها ما يحلو لهم , بارادتهم يقومون بتفجيرات ضد اهل السنه وبارادتهم ومن أجل تكوين انطباع بأن العراق حر ومتحرر ومستقر يسمحون بانعقاد قمة الجامعه العربيه في بغداد ويسحبون الى بغداد ممثلي خمس دول اعضاء دائميين في مجلس الامن والمانيا ويبتزون منهم التنازلات ويكسبون وقت اضافي لتطوير برنامجهم النووي العسكري .
وجدت ايران التي تعاني من ازمه اقتصاديه صعبه ومن تدهور قاس في قيمة عملتها عقب العقوبات الدوليه طريقا سهلا لمساعدة الاقتصاد السوري المنهار . ان ايران ضغطت على العراق بأن توفر للاسد المال لكي يدفع رواتب جيشه وذلك من أجل ان يبقى ذلك الجيش موال له . وطلبت ايران من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ارسال الوقود الى سوريا من اجل ادامة عمل الدبابات وناقلات الاشخاص المدرعه التابعه للاسد والتي تطلق قذائف الموت صوب الاحياء السكنيه في حمص , ادلب ودرعا . ان المقابل لتلك الخدمات سيصل للعراق عندما يظهر المهدي الغائب ...
وهنالك معلومات تفيد بأن العراق يقوم بشراء معدات محظور على ايران شراءها وان هذه المعدات يتم نقلها الى ايران بعد وصولها الى العراق . المقصود من ذلك معدات ومواد تدخل في صناعة النفط والغاز والصناعات البتروكيمياويه ومصانع الاسمده والدواء . التخوف هو ان ايران ستستخدم تلك المعدات والمواد في انتاج الاسلحه الكيمياويه ولذلك تم الحظر على دول في العالم من أن تبيع تلك المواد لايران . ومن المحتمل ايضا ان المواد والمعدات التي تدخل في صناعة الاسلحه يجري شراوءها حاليا من قبل العراق وبالتالي يتم نقلها الى ايران . وبالمقابل لسيطرة ايران على العراق فأنها تقوم بتخويف والى حد الموت دول الخليج من خلال استخدام حلقة الخنق الشيعيه :
الجاليات الشيعيه الموجوده في دول الخليج هي بمثابة رتل ايراني خامس . ان تلك الجاليات تعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي وخصوصا في البحرين ذات الاغلبيه الشيعيه والتي تحكمها الاقليه السنيه . وعلى ارض هذه الجزيره _ المملكه , مقابل السواحل السعوديه , توجد القاعده البحريه الامريكيه الاساسيه في الخليج , وان الغايه من زعزعة الاستقرار فيها هي دفع العائله الحاكمه لان تطلب من الامريكان الرحيل مثلما فعلت السعوديه تماما عندما أبعدت القاعده الجويه الامريكيه في الظهران والواقعه شرق السعوديه وذلك من اجل اسكات دعاية القاعده بخصوص تعاون عائلة آل سعود مع الصليبيين الجدد الذين جاءوا من امريكا ليدنسوا الحرمين الشريفين وكذلك لكي لا يكون لايران سبب لتحريض الشيعه على التمرد ضد نظام حكم آل سعود . وتعزز ايران من قبضتها في الخليج عن طريق تأكيدها على سيطرتها على ثلاث جزر كانت قد احتلتها ايام الشاه وهي طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى . وكان محمد احمد نجاد قد أجرى مؤخرا زياره لقاعده ايرانيه اقيمت في جزيرة ابو موسى , وأثارت تلك الزياره ردود قاسيه من دول الخليج التي اعتبرتها استعداد لاجراءات السيطره الايرانيه على مياه مضيق هرمز وعلى جزر اخرى في الخليج .
ان الخوف من ايران والمتغلغل في نفوس ابناء دول الخليج قد تزايد مؤخرا وذلك في اعقاب نجاح ايران من كسب الوقت في المحادثات مع الغرب حول برنامجها النووي . ان الخليج مقتنع بشكل كبير بأن الغرب , الذي اكتسب وبصدق صوره ضعيفه وهشه , سوف لن يفلح في ردع ايران من اتخاذ خطوات عمليه ضد دول الخليج . وجرت في الاونة الاخيره مناقشه في البرلمانالكويتي حول مسالة هل من الافضل للكويت ان تعارض الاحتلال الايراني للجزر أم تقبل بالخضوع , وانه وفي جميع الاحوال ان الغرب لن يكرر حرب عام 1991 عندما تم تحرير الكويت من صدام . ومن الجدير بالذكر انه ليس للكويت حتى ولو القدره الصغيره للوقوف بوجه قوة احتلال ايرانيه وان ايران ستحتاج لساعات معدوده فقط لاحتلال الكويت وبدون قتال .
ان ايران ليست بحاجه الى اجراءات عسكريه مدويه ضد جيرانها العرب في غرب الخليج . يكفي لها اجراءات " هشه " من أجل ادخال تلك الدول تحت هيمنتها : تصفية أمير هنا , شراء أمير هناك , تخويف شيخ في اماره اخرى , تفجير في مركز مصرفي , انهيار برج في دوائر , احراق منشأه نفطيه , اغراق زورق لحرس سواحل أو عمل مماثل يكون واضح للجميع بأن ايران وراءه . ان كل ذلك سيكون كاف لتخويف اصحاب المليارات الذين ينعمون بالسعاده وبالتالي فمن الافضل لهم التعاون وبهدوء مع الجار الشرقي الذي اصبح " صاحب البيت " في العراق من اجل ان لايتجاوزوا مثلما تجاوز العراق واصبح خاضعا للنظام الايراني ومن اجل المحافظه على مليارات البترو _ دولار الخاصه بهم والموجوده في أقبيه في انحاء العالم .
لم يكن أغنياء الخليج متعصبين كبار اطلاقا لدولهم والا ما كانوا يغرقون الامارات بملايين العمال الاجانب ورجال الاعمال وبالتالي تحول مواطنو دول الخليج الى اقليات في دولهم . فاذا باعوا دولهم من اجل زيادة رؤوس اموالهم الخاصه فماذا سيحدث لهم اذا انتفضوا ضد ايران ؟ . لم يكن لهم اطلاقا قوه دفاعيه حقيقيه خاصه بهم وهذا هو السبب وراء ان القوات الامنيه في دول الخليج تتالف من جنود اجانب وبشكل عام من بنغلاديش أو بلوجستان . هل ان اولئك الجنود الاجانب سيعرضون انفسهم للخطر ويقاتلون من اجل دولة هي ليست دولتهم ؟ . ان الدوله الوحيده في الجزيره العربيه التي ربما تمتلك قوه قادره على مواجهة ايران هي السعوديه الا ان الكفاءه العمليه لقواتها هي في موضع شك والسبب هو انها لم تشارك في أي حرب حقيقيه ضمن الاطار القومي العام . انها كانت وفي كل مره طرف في مصادمات حدوديه مع اليمن والعراق ولكن ليس بحرب ذات طابع عام . ومن المعقول الاعتقاد بانه من دون مساعده امريكيه واسعه فأن السعوديه لا تستطيع الصمود في الحرب امام ايران . ان مسالة السيطره على السعوديه تشد الايرانيون بشكل خاص لانه عند السيطره عليها ستصبح الاماكن المقدسه في مكه والمدينه بيد ايران . وهكذا سيعود الشيعه الى السيطره على الاسلام مثلما كانو أيام الخليفه الرابع علي بن ابي طالب وهو مؤسس الشيعه وان جميع مكاسب أهل السنه منذ منتصف القرن السابع سوف تذهب سدى . سيكون انتقام الفرس من البدو الذين خرجوا من شبه الجزيره العربيه في القرن السابع ودمروا الامبراطوريه الفارسيه الساسانيه انتقام لطيف جدا . ان علائق القوى الجيوستراتيجيه بين ايران والخليج , والتي تميل بشكل واضح لصالح ايران , من شأنها ان تحول الخليج الى فريسه سهله لآلة السيطره الايرانيه . ان الارباح السياسيه والاقتصاديه التي ستجنيها ايران من السيطره على احتياط النفط
في الخليج اضافة الى ذلك الموجود في الاراضي العراقيه ستكون ارباح ضخمه جدا . ان ايران ستصبح الدوله المسيطره على أكبر كميه من النفط والغاز في العالم الامر الذي سيمنحها القدره على المناوره في اسعارها وبالتالي تقوم باسقاط دول ذات ضعيف جدا مثل اليونان , ايطاليا , اسبانيا , البرتغال وايرلندا . ومن اجل تهدئة ايران فأن العالم سوف يقدم كل قربان ممكن على مذبح آيات الله بما في ذلك اسرائيل . لذلك فأن ايران لاتعتقد بان عليها ان تهاجم اسرائيل _ وان الغرب سوف يتبرأ من الكيان الصهيوني ويتركه في حسراته وبالتالي ان ذلك الكيان ينهار لوحده .
من جانب آخر ان اسرائيل في وضعها الحالي هي ليست دوله كبرى في مجال النفط والغاز ولذلك فأن ايران لاتجني فائده كبيره من السيطره عليها . وبالمقابل لذلك فأن الضرر المحتمل ظهوره لايران جراء التورط مع اسرائيل هو ضرر قاتل لايران .الايرانيون يخشون من خطر الدخول في مواجهه مع دوله تفيد الاشاعات على شبكة الانترنيت بانها تمتلك ما بين 200 الى 300 رأس نووي وان كل مره تفقد فيها تلك الدوله رباطة جأشها ( في لبنان 2006 وفي غزه 2008 ) فأنها ترد يشكل غير قياسي . لذلك وحسب رايئ فأن اسرائيل وبخلاف دول الخليج هي غير موجوده في " بطاقة المديات " الايرانيه , وعلى اية حال ليس اسرائيل في الصف الاول من الاهداف بل في الدائره الثانيه للاهداف الايرانيه سوية مع كل من تركيا , شمال افريقيا واوربا .
ان اسرائيل تدرك هذا الاعتبار الايراني ولذلك , وحسب رايئ , ليس هناك اي سبب فوري وفرصه بان تقوم اسرائيل بمهاجمة ايران .ان اسرائيل سوف لن تضحي بنفسها على مذبح آيات الله لانقاذ الخليج والعالم من المشكله الايرانيه . ان الايرانيين لا يؤمنون ايضا بمصداقية النقاش العلني بين مئير داغان , اهود باراك ونتنياهو حول الهجوم على ايران . انهم واثقون بان النقاش العام والاعلامي والذي جرى في اسرائيل حول مسالة مهاجمة ايران غايته فقط من اجل قرع الاجراس في العالم لايقاظ النائمين في اوربا والبيت الابيض وان داغان وباراك ونتنياهو قد وزعوا العمل بينهم مثلهم مثل " الشرطي الجيدوالشرطي السئ " , وانه منذ متى تجري اسرائيل نقاش عام حول خطط عمليه ؟ . وبخصوص الاهداف القريبه فأن هناك هدف استراتيجي آخر تخطط ايران للسيطره عليه في المستقبل القريب الا وهو افغانستان وهي جارتها الشرقيه . وحال هروب القوات الاجنبيه ايضا من هذه الدوله الفاشله فأن ايران سوف تسيطر عليها بوسائلها المعروفه _ اغتيالات , ارهاب , شراء وتخويف _ وستصبح كل ثروات افغانستان بيدها مثلما حدث بالضبط في العراق . ان هذه السيطره سوف تروق لهم تاريخيا حيث انهم سيفلحون في السيطره على دوله فشل كل من البريطانيون والروس والامريكان فشلا ذريعا في محاولاتهم , كل واحد منهم في عصره وزمانه , لاخضاع تلك الدوله وربطها بهم . اذا امتلك حكام ايران السلاح النووي وأكملوا , بواسطة التهديد باستخدامه , السيطره على الخليج , شبه الجزيره العربيه , العراق وافغانستان فأنهم سيواصلون حملتهم غربا صوب مصر وشمال افريقيا , اسرائيل , تركيا واوروبا .
ان سوريا اليوم هي المفتاح لمستقبل ايران : اذا بقي نظام حكم الاسد فأن ايران ستتشجع وتستمر في مخططها الاخطبوطي العالمي , اما اذا انهار الاسد فان ايران سوف توقف تقدمها غربا وبالتالي من المحتمل ان تغرق في نزاعات داخليه حول مسالة من المتهم في الاخفاق في سوريا . ومن المحتمل ان تؤدي تلك النزاعات الى شطر الطبقه الحاكمه وبالتالي تؤدي الى انهيارها بالكامل . بالنسبة لايران ان الحرب في سوريا هي حرب مصيريه ذات طابع " تكون أو لا تكون " ومن هنا يأتي التوظيف الايراني الواسع في دعم الاسد .
وطبقا لذلك فأن أي عنصر عالمي مهتم باندحار ايران فأن عليه مساعدة المتمردين ضد الاسد . وقد ادرك هذا الامر كل من اردوغان في تركيا , الملك عبدالله في السعوديه , الشيخ حمد الثاني في قطر والملك عبدالله في عمان وانهم يعملون من اجل المتمردين في سوريا وذلك لانقاذهم وانقاذ الخليج من الاخطبوط الايراني . والسؤال هو كم من الوقت سيأخذ النائمون في اوروبا والحالمون في البيت الابيض لفهم هذا الواقع الصعب للشرق الاوسط ومتى يبدأون العمل في سوريا والتسبب في انهيار ايران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق