الاثنين، 4 يونيو 2012

العقيد قاسم سعد الدين: انشأنا 10مجالس عسكرية اقليمية والقائد الحقيقي هو من يقاتل مع جنوده


العقيد قاسم سعد الدين: انشأنا 10مجالس عسكرية اقليمية والقائد الحقيقي هو من يقاتل مع جنوده
' اوبزيرفر': مطلوب آلية جديدة غير المجلس الوطني السوري تعجل من رحيل غليون الانقسامي
2012-06-03


 
لندن ـ 'القدس العربي': يسود العاصمة السورية، دمشق جو من الخوف والترقب، ويتوقع سكانها الاسوأ، حيث يتحدث الثوار عن تصعيد لعملياتهم العسكرية. ويقول باتريك كوكبيرن في صحيفة 'اندبندنت اون صندي' انه قضى الاسبوع الماضي في دمشق، حيث قال ان الاجواء فيها تذكر ببيروت في ظل الحرب الاهلية عام 1975 التي استمرت خمسة عشر عاما.
فمن خلال نقاشاته الكثيرة مع مواطنين سمع ما يتوقع الناس حدوثه من كوارث، ولكن قلة منهم لديه فكرة عن كيفية تجنب 'الكارثة'. ونقل عن معارضة ناشطة قولها انها تتمنى لو توقف الناس في الخارج الحديث عن الحرب الاهلية لان ما يحدث الآن هو حرب بين المعارضة والحكومة.
وقالت ان ما يمنع خروج الناس بالالاف هو الوجود الامني المكثف في احياء وشوارع المدينة. وعلق كوكبيرن ان المعارضة قد تكون محقة ولكن على الارض لا يوجد ما يؤكد بوادر انتفاضة شعبية في دمشق، فـ 'اليوتيوب' وان اظهر تجار دمشق وهم يغلقون متاجرهم ومطاعمهم لكن السبب ربما لا يكون مرتبطا بالاضراب ولكن ربما كان متعلقا بقلة السياح في سورية. ويضيف الصحافي ان المقاتلين يمكنهم نشر العنف وتقويض الاستقرار في العاصمة على الرغم من قلة السلاح المتوفر لديهم وهذا لا يمنعهم من تنفيذ تفجيرات واستهداف قيادات في النظام. وان حدث هذا فلن تكون هذه اخبارا جيدة لاهل دمشق الذين سيعانون من اعمال انتقامية يقوم بها ازلام النظام. ويضيف ان مجرد التفكير في تحول مدينة دمشق وهي احدة من اجمل مدن العالم الى مكان للخوف والدمار يثير الخوف والكآبة تماما كما حدث لبيروت وبغداد وبلفاست في ايرلندا الشمالية. ومما يدعو للخوف هو ان الشعور الطائفي يتعمق اكثر واكثر، مشيرا الى ان المسيحيين خائفون ان يحدث لهم ما حدث لاخوانهم في العراق بعد غزو عام 2003. ويقول ناشط في مجال حقوق الانسان ان الحكومة تحاول تخويف الناس وان اهالي سورية لم يكن لديهم اية مشكلة مع بعضهم البعض. ويقول كوكبيرن ان العنف الطائفي حصل في سورية في القرن التاسع عشر وان الحكومة لم تخترع الخلافات الطائفية مع ان المعارضة تحاول ان تقلل من اهمية البعد الطائفي في الازمة الحالية. وعندما سأل الصحافي دبلوماسيا يقيم في سورية منذ مدة طويلة عن تقييمه للصور عن الثورة السورية المتوفرة على اليوتيوب، اجاب انها 'مخادعة'. مشيرا الى انه عندما تبث المعارضة صور المتظاهرين ضد النظام فانهم يقومون بحذف هتافات 'الموت للعلويين'.
وينقل التقرير عن معارض خرج من السجن، قوله ان الشعب السوري مستعد لدفع الثمن كي يتخلص من النظام، وقال ان الشعب يريد الحرب حتى لو حصلت هزة ارضية. ونفى ان يكون لدى المعارضة اية تفكير للانتقام من العلويين قائلا انه كان في حماة عندما ' قتلت قوات الحكومة 40 الفا خلال 27 يوما، لكن لا احد يبحث عن انتقام اليوم'. ومع ذلك فلا احد ينكر ان للنظام قاعدة تأييد مستعدة للدفاع عنه حتى الموت. ولكن المعارض قال ان نسبة خمسة بالمئة مستعدة للقتال دفاعا عن النظام وان 10 بالمئة تدعمه. ويرى التقرير ان مشكلة الثورة داخلية وخارجية فالاولى لها علاقة بالبعد الطائفي اما الخارجية فهي مرتبط بالتنافس الاقليمي السعودي- الايراني، حيث بدأت الاسلحة تصل للمقاتلين من السعودية فيما بدأ العديد من مقاتلي القاعدة يدخلون لسورية. ويقول كوكبيرن ان انشاء منطقة آمنة قرب الحدود التركية ما هو الا وصفة للحرب تخيف الاكراد في القامشلي والارمن في حلب. ويشير الى ان الاسد لن يذهب بسهولة، مشيرا الى ان روسيا ربما تكون محقة في دعمها للاسد، لان المجتمع الدولي يطلب من نظام الاسد الاصلاح وفي الوقت نفسه يريد خروجه من السلطة. ويتساءل لماذا اذا يجب ان تقوم الحكومة السورية بتغيير سلوكها في الوقت الذي يهدف فيه اصدقاء سورية الى تغيير النظام. ويقول ان تغيير الانظمة في العراق وليبيا نجحت بسبب التدخل الغربي.


تدخل متعجل قد يكون قاتلا


وحذرت بالطريقة نفسها صحيفة 'اوبزيرفر' حيث قالت في افتتاحيتها ان تدخلا غير مدروس ستكون له اثار قاتلة. وقالت ان السؤال القائم منذ اندلاع الانتفاضة لا يزال قائما حول ما يجب فعله ضد الاسد ونظامه الوحشي. واضافت ان التعبير عن الغضب سهل لكن ما هو اصعب هو اثار جريمة الحولة وجرائمه الاخرى على سورية وجيرانها. ورغم الردود المهددة الا ان الحذر هو طابع الردود الدولية، خاصة انها اخذت بعين الاعتبار عقدا من التدخلات في المنطقة تركت وراءها مئات الالاف من القتلى المدنيين في العراق وافغانستان واخيرا في ليبيا، كما انها ادت لمقتل الالوف من جنود القوات الاجنبية وخسارة مليارات من الدولارات، ومع ذلك كانت نتائج هذه التدخلات مخيبة. ولهذا تفهم الصحيفة تردد النخب السياسية وغياب شهية الناخبين في الدول الغربية لحرب جديدة، خاصة في منطقة صعبة تحدها دول متشظية مثل لبنان وايران التي تدعم النظام وتعني استخدام اسلحة روسية متقدمة الصنع.
واضافت ان التنافس والخلافات بين الدول المحيطة بسورية هي مصدر للقلق، فهناك التنافس التركي القطري السعودي من جهة وايران وروسيا من جهة اخرى. وترى ان تدريب وتسليح قوات الجيش الحر، اشكالي لكونه على خلاف مع فصائله التابعة له وعلاقته مع المجلس الوطني السوري ليست جيدة. وتعتقد ان خيار انشاء مناطق آمنة وان كان خيارا جذابا على الورق لكن في الممارسة فانه يحمل مخاطر منها ان يتحول اللاجئون الى عامل يقوض استقرار الدول المحيطة، كما ان المنطقة الامنة تحتاج الى سنوات من العمل كي يتم تثبيتها، وقد تؤدي كما حدث في مخيمات اللاجئين الافغان في الباكستان الى ولادة قوة لا يريدها الغرب مثل طالبان. وتؤكد ان اي تدخل يحتاج الى موافقة من روسيا. وما تحتاجه الازمة السورية اليوم هو انشاء آلية تؤدي لحل مشكلة المعارضة المنقسمة على نفسها وبشكل يؤدي لولادة جسد جديد غير المجلس الوطني السوري وتسرع من رحيل شخصية رئيسه الانقسامية برهان غليون، وتكون من مهمة هذا الكيان الجديد السيطرة على مقاتلي المعارضة وان يكون ممثلا وشفافا. وتعتقد في النهاية انه في ظل خطر تأثر الدول الجارة بالازمة السورية فان مهمة وقف العنف اهم من انتشار الفوضى والدمار، ومن هنا فالتسرع للتدخل العسكري دون استراتيجية خروج ومعرفة من سيملأ الفراغ بعد رحيل الاسد يعني ان عدد الاطفال الذين سيقتلون سيكون اكبر ممن قتلوا في الحولة.


مقابلة مع قيادي في الثوار


ولا يزال المقاتلون السوريون على الرغم من خلافاتهم يدعون المجتمع الدولي للتدخل ومساعدتهم، ففي مقابلة مع الجنرال سعد الدين الذي اعطى النظام السوري 48 ساعة كي يلتزم بخطة عنان والا فالجيش الحر سيعتبرها ميتة وهو ما انكره قائد الجيش الحر رياض الاسعد المقيم في تركيا. وقال سعد الدين لـ 'اندبندنت اون صندي' ان العالم يجب ان لا يجلس متفرجا وحناجر النساء والاطفال تحز في سورية. ودعا القيادي الولايات المتحدة واوروبا الى العمل على انشاء منطقة حظر جوي والتي ستساعد الثوار على اقامة قاعدة انطلاق لمواجهة الجيش السوري.
ووجه سعد الدين رسالة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما وهيلاري كلينتون قال فيها 'دعوت ـ اوباما - الى ضرورة رحيل الاسد، وقلت ان ايامه معدودة، ويجب ان يرفق القول بالعمل، وعليك ان لا تنتظر حتى تنتهي الانتخابات الامريكية كي تقرر، لم يتوقف النظام عن القتل، ولم يوقف القصف، ويجب ان لا تظل صامتا'. وقال سعد الدين الذي انشق في شباط (فبراير) الماضي انه لا يبحث عن مركز في قيادة الجيش الحر، ولكنه يزعم انه يتحدث نيابة عن القادة الميدانيين ولم يكن قادرا على اخفاء نبرة لمز للعقيد الاسعد الذي يطلق اوامره من ملجئه الآمن في تركيا، حيث قال ان كل العالم يعرف ان القائد الحقيقي هو من يبقى بين جنوده ويقاتل الى جانبهم في الميدان 'لا اقدم نفسي على انني قائد ولكن فيما يتعلق باتخاذ القرارات فان اقتراحاتي يتم احترامها'. ونقلت الصحيفة عن سعدالدين قوله ان تنظيما جديدا للجيش بدأ يظهر، حيث توجد هناك 10 مجالس عسكرية مناطقية والتي ترتبط بها الكتائب والالوية. كما تم انشاء ادارة مركزية تقوم بالاشراف على ادارة المالية وتزويد الاسلحة والمساعدات الانسانية.


شاهدتهم يقتلون الاطفال


وفي هذا الاتجاه قال ضابط انشق عن الجيش انه شاهد بام عينيه الشبيحة وهم يقتلون الاطفال. وقال الرائد جهاد رسلان فيما نقلت عنه 'اوبزيرفر' من دخل القرية حيث كان هو متواجدا هناك في بيته كانوا من الشبيحة من حليقي الرؤوس والملتحين. وكان ارسلان حتى انشقاقه يعمل في وحدة سلاح الجو في المدينة الاستراتيجية في طرطوس. واضاف ان الشبيحة دخلوا القرية في سيارات وعلى درجات نارية وكان معظهم يرتدون زيا عسكريا مع حذاء رياضي ابيض وكانوا يهتفون 'شبيحة للابد، لعيونك يا اسد'. وقال الرائد ان ضباط الجيش كانوا يخبرون الجنود ان مقاتلي الجيش الحر هم من كانوا يقتلون ويحرقون الجثث وتبين انه هذا كله كذب 'لقد رأيت ما فعلوا بام عيني' يقصد الشبيحة. وقال ارسلان ان القتل لم يستمر سوى ربع ساعة لكن النهب استمر حتى يوم السبت. وقال ان من قتل من ابناء القرية يعرفهم جيدا 'اعرف الاطفال جيدا، لقد اكلت مع عائلاتهم، ولدي علاقات اجتماعية معها، لا يمكن للنظام ان يظل يكذب'. وتحدث الرائد المنشق عن عمليات هروب الجنود من الجيش وانضمامهم للمعارضة حيث قال ان معدلاتها في ارتفاع دائم. وزعم ان خمسة من الجنود قتلوا اثناء محاولتهم الفرار من خلال بساتين الزيتون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق