السبت، 21 أبريل 2012

الاتصالات السورية الاسرائيلية

الاتصالات السورية الاسرائيلية - فضيحة الأسد واسرائيل. - كيف ظهرت الاتصالات السرية الى العلن؟ بدأت القصة قبل ثلاث سنوات بالتحديد. ففي يناير 2004، قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مهمة الى تركيا وصفها البعض بالتاريخية. وشاءت الصدف أن يكون الدكتور ألون ليل، مدير عام سابق في وزارة الخارجية الاسرائيلية وسفير اسرائيل السابق في أنقرة متواجداً في اسطنبول ومقيماً في فندق الوفد السوري. وأطلعه صديق في وزارة الخارجية التركية الى أن اسرائيل تتمتع بدور مهم في المحادثات بين الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وبعد مضي أيام على عودة ليل الى اسرائيل، دعي الى لقاء سفير تركيا في اسرائيل، فريدون سينيرليوغلو. وأخبره هذا الأخير أن الأسد طلب من أردوغان اللجوء الى علاقاته الطيبة باسرائيل لاعادة فتح قنوات التفاوض مع سوريا. وطلب من ليل جس النبض في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون لاكتشاف ما اذا كانت اسرائيل توافق على اجراء محادثات سرية مع سوريا بوساطة تركية. وأحضر ليل جيفري أرونسون من منظمة السلام للشرق الأوسط المتمركزة في واشنطن للمشاركة في هذه الخطوات. وكان أرونسون، وهو يهودي، قد جال في عواصم عدة في الشرق الأوسط بما فيها دمشق وبيروت وعمان كما اقترح اشراك ابراهيم (ايب) سليمان وهو رجل أعمال سوري علوي مقيم في ضواحي واشنطن منذ سنوات في هذه المحادثات. كما تجمع بين عائلة سليمان وعائلة الأسد انتمائهما الى القرية نفسها. وبالاضافة الى ذلك، لجأ مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى الى مهاراته الوساطية للتواصل مع سوريا. كما ساهم سليمان في فتح حدود سوريا لليهود الذين أرادوا الانتقال الى اسرائيل. غادر سليمان الولايات المتحدة متوجهاً الى دمشق. ووصل الى منزل السفير التركي في سوريا في سيارة رئاسية خاصة. وأبلغ على الفور السفير التركي عن استعداد السوريين لاستئناف المفاوضات الرسمية ولا "الأكاديمية" مع اسرائيل. وبالرغم من أن مكتب رئيس الوزراء في القدس لم يول أهمية الى محادثات ليل واصدقائه مع السوريين، رفضت اسرائيل البحث في أمر المفاوضات. وكان السبب أو العذر الاسرائيلي: الولايات المتحدة ليست مستعدة للسماع عن أي اتصال مع سوريا. لقاءات سرية في عاصمة أوروبية في نهاية صيف 2004 ، أطلع سينيرليوغلو بأسف شديد ليل أن قنوات الحوار التركية قد وصلت الى طريق مسدود. الا أن الثلاثي، ليل وأرونسون وسليمان، لم يفقد الأمل. ففي سبتمبر، التقوا في عاصمة أوروبية وافقت من خلال مسؤول في وزارة خارجيتها على منح التغطية اللازمة لمحادثات سورية اسرائيلية سرية بالاضافة الى تمويلها. ومنذ خريف 2004، عقدت سبع اجتماعات اضافية. وتجدر الاشارة الى أن هآرتس حصلت على مضمون المحادثات بشرط ابقاء هوية الوسيط الأوروبي والوسيطين الاسرائيليين سرية. وعقب كل اجتماع، كان ليل يرفع تقريراً كاملاً لمسؤول رفيع المستوى في الوزارة الخارجية الاسرائيلية ولمكتب رئيس الوزراء. وانضم سليمان الى ليل في احدى زياراته لوزير الخارجية ووصف له شخصياً الموقف السوري. كما شارك الوسيط الأوروبي انطباعاته حول المحادثات مع مسؤولين في القدس. وكان سليمان قد دعا الوسيط الأوروبي الى مرافقته في رحلاته الى دمشق من أجل أن يكوَن هذا الأخير رؤية واضحة عن موقف السوريين من المحادثات السرية. وفي كل مرة يصلان فيها الى سوريا، انتظرتهما سيارة رسمية لتقلهما الى مكتب نائب الرئيس السوري فروق الشرع وأحياناً لزيارة وزير الخارجية وليد المعلم ومسؤول رفيع المستوى في المخابارات السورية. ولاحظ الوسيط الأوروبي أن القيادة السورية تولي أهمية كبيرة للمحادثات وبالتالي لا تضيع وقته أو تهدر أموال السوريين على "محادثات أكاديمية عقيمة". ويذكر هذا الوسيط أن اتفاقية أوسلو بدأت بمحادثات بين الأكاديميين بمساعدة دولة أوروبية. وأبلغ الوسيط الأوروبي مسؤولين اسرائيليين أنه "مقتنع أن السوريين يريدون ابرام اتفاق سلام معهم" حتى قبل عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق حريري في فبراير 2005 وبدء التحقيق بها. ويعتبر الوسيط أن الدافع السوري لارتكاب الاغتيال أبعد وأقوى من الخوف من انتقام الولايات المتحدة أو فرنسا التي توجه أصابع الاتهام الى الأسد كأحد المسؤولين عن مقتل الحريري. ويضيف الوسيط " أخبرني الشرع أن المسلمين المتطرفين يشكلون تهديداً لسوريا وأن السلام هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد لهم." وأعلن أن السوريين أخبروه، قبل سنوات، أنهم سيخسرون مواردهم النفطية وبالتالي سيحتاجون الى الكثير من العملات الأجنبية لشراء الطاقة من مصادر خارجية. وبالنسبة الى الوسيط الأوروبي، يعي النظام السوري أنه اذا أراد البقاء، يحتاج الى ادخال العملات الأجنبية الى البلاد وأن أحد من رجال الأعمال لن يستثمر في سوريا طالما لم تقم علاقات ودية مع الدول المجاورة. وخلال تواجد الوسيط الأوروبي في دمشق، وصلته معلومات عن استعداد سوريا لادراج علاقاتها بايران وحزب الله وحركة حماس على جدول أعمال المفاوضات مع اسرائيل. وكان قد سمع معلومات مماثلة من المستشار القانوني لوزير الخارجية السوري، رياض داودي، في مؤتمر مدريد يوم الجمعة الفائت. وكان رفض داودي للتصادق مع الوفد الاسرائيلي في مؤتمر مدريد متجانساً مع الموقف السوري خلال المحادثات الأوروبية فيما يتعلق بالسلوك السوري حيال اسرائيل؛ وعلى سبيل المثال انتشال جثة الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين وتزويد اسرائيل بمعلومات عن جنودها المفقودين أو زيارة قبر الحاخام هائيم فيتال. ويعلق السوريون قائلين: " احتلت اسرائيل أرضنا طوال 40 سنة ورفضت مبادرتنا لاستئناف المفاوضات والآن تتوقع منا القيام بخطوات عدة لبناء الثقة بيننا." لقاءات خلال الحرب وتناولت المناقشات كل المواضيع التي تشغل الممشاركون في طاولة الحوار:الحدود والمصادر المائية والأمن وتطبيع العلاقات. واعتبر سليمان، ممثل الموقف السوري، ومنذ اللحظة الأولى أنه من العار هدر الوقت في محاولات هشة لتغيير الموقف السوري في ما يتعلق بمسألة حدود 4 يونيو 1967. وبالتالي، أبعدت كل المحاولات حول احتمال تبادل الأراضي بين البلدين. وانما، من جهة أخرى، أبدا السوريون ليونة حيال كل ما يتعلق بالجدول الزمني لانسحاب الاسرائيليين من هضبة الجولان وباستعمال الموارد المائية وبفكرة انشاء "منتزه السلام" الذي يفتح أبوابه للزوار الاسرائيلين في المنطقة الفاصلة. في أغسطس 2005، توصل الطرفات الى النسخة النهائية للوثيقة التي لم تعدل بعدها الا في بعض من تفاصيلها. أما الاجتماع الأخير، فعقد بعد سنة، في خضم حرب يوليو 2006 في لبنان، يوم قتل حزب الله ثمانية اسرائيلين في الجليل. وأعلن سليمان أن الجانب السوري قد بذل كل ما بوسعه خلال اللقاءات السرية وقد اقترح عقد لقاءات يتمثل فيها الجانب السوري بنائب الوزير والجانب الاسرائيلي بمدير عام الوزارة. كما طالب السوريون بمشاركة س. دافيد ويلش، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في اللقاءات. 2) 8 جولات سرية بين سورية وإسرائيل واتفاق إعلان مبادئ أكد ألون لئيل، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس حول توصل سورية وأطراف إسرائيلية الى اتفاق إعلان مبادئ للسلام بين البلدين، أساسه الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان مقابل علاقات دبلوماسية كاملة بين الجانبين، ومناطق منزوعة السلاح واتفاقات أمنية ومحطات إنذار مبكر تحت أشراف أميركي. وقال إن اتفاق إعلان المبادئ، كان ثمرة 8 جلسات من المفاوضات بدأت في يناير (كانون الثاني) 2004 وانتهت في يوليو (تموز) 2006 أي في خضم الحرب على لبنان. ويأتي التأكيد ردا على نفي كل من الحكومتين السورية والإسرائيلية القاطع، إجراء مثل هذه المفاوضات. وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، قد نفى أمس، أن تكون سورية أجرت اتصالات سرية مع إسرائيل أو توصلت الى ترتيبات معها. وأصدر الناطق بلسان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، ووزارة الخارجية، بيانين نفيا فيهما التوصل الى اتفاق أو حتى أجراء أي اتصالات مع سورية، فيما أكد دوف فايسغلاس، مدير مكتب رئيس الحكومة السابق، أرييل شارون، إجراء الاتصالات، لكن من دون أن يكون للحكومة أي علاقة بها. وحسب «هآرتس» فإن المفاوضات بدأت برعاية الدبلوماسي الأميركي السابق، جيفري أهرونسون، ووسطاء أوروبيين، بينهم أميركي من اصل سوري اسمه إبراهيم سليمان حسب قول الصحيفة، لتتسع في وقت لاحق وتشمل وزير الخارجية السوري في حينه نائب الرئيس السوري حاليا، فاروق الشرع، ونائبه (وزير الخارجية حاليا) وليد المعلم حسب زعم الصحيفة. واستمرت المحادثات من سبتمبر (أيلول) 2004 وحتى يوليو (تموز) 2006 حيث توقفت بعد ان رفضت اسرائيل طلباً سورياً بانضمام مسؤولين للمفاوضات وأن يشرف عليها الأميركيون. الجدول الزمني للمفاوضات * *يناير (كانون الثاني) 2004: الرئيس السوري بشار الاسد يذهب إلى تركيا في زيارة مهمة. المدير السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية الدكتور الون ليل كان في تركيا وينزل في نفس الفندق. * بعدها بعدة ايام: السفير التركي في اسرائيل يبلغ ليل ان الاسد طلب من تركيا استخدام علاقاتها الطيبة مع اسرائيل لتجديد المفاوضات. ليل يضع جيفري أهرونسون من مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، في الصورة، أهرونسون يقترح اشراك ابراهيم سليمان (الاميركي الجنسية السوري الاصل). * سبتمبر (ايلول) 2004: ليل وأهرونسون وسليمان في عاصمة اوروبية وافقت على تقديم مساعدات وتغطية تكاليف المفاوضات. عقدت 8 اجتماعات منذ خريف 2004. وبعد كل جلسة كان ليل يقدم تقريرا كاملا الى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية الذي كان بدوره يطلع مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون آنذاك. الوسيط الاوروبي في المحادثات يبلغ مصادر اسرائيلية رسمية في اسرائيل: «كنت على قناعة ان السوريين يريدون اتفاقية سلام معكم». * أغسطس (اب) 2006 صياغة الوثيقة الاخيرة، عقد الاجتماع الاخير بعد عام، في وسط الحرب اللبنانية الثانية. 3) تفاهم سري بين ممثلي اسرائيل وممثلي الأسد بعد سلسلة من اللقاءات السرية التي أقيمت في أورويا بين سبتمبر 2004 ويوليو 2006، توصل السوريون والاسرائيليون الى احتمال ابرام اتفاق سلام بين البلدين. من أهم نقاط هذا التفاهم: • يوقع البلدان اتفاقية المبادئ ويتبعه تطبيق الالتزامات كافة وبالتالي نوقيع اتفاقية سلام. • تسحب اسرائيل قواتها من هضبة الجولان حتى حدود 4 يونيو 1967 . أما جدول انسحاب القوات فقابل للتفاوض: تطالب سوريا بتنفيذ الانسحاب خلال السنوات الخمس المقبلة فيما طالبت اسرائيل بتمديد المدة الى 15 سنة. • في المنطقة الفاصلة، على طول بحيرة كينيريت، يتم انشاء منتزه مشترك للسوريين والاسرائيليين. ويمتد المنتزه حتى هضبة الجولان. ويسمح للاسرائيليين بالنفاذ الى المنتزه من دون الحصول على الموافقة السورية. • تحتفظ اسرائيل بحق السيطرة على نهر الأردن وبحيرة كينيريت. • تجرد المنطقة الحدودية من السلاح بنسبة 1:4 لمصلحة اسرائيل. • وفقاً لشروط الاتفاقية، توافق سوريا على وضع حد لدعمها لحزب الله وحركة حماس كما توافق على الابتعاد عن الخط الايران. وصفت الوثيقة ب"اللا وثيقة" وهي وثيقة تفاهم سياسية لم يوقعها الطرفين ولا تتسم بالشرعية. وتجدر الاشارة الى أنه تم تحضير هذه الوثيقة في أغسطس 2005 وقد تم تعديلها عقب عدد من اللقاءات في أوروبا. أجريت اللقاءات بمعرفة من مسؤولين رفيعي المستوى في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أريل شارون. وجرى اللقاء الأخير بين الطرفين خلال الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان. وزود المسؤولون الاسرائيليون بآخر المعلومات عن اللقاءان من خلال الوسيط الأوروبي وعبر المدير العام السابق في وزارة الخارجية، الدكتور ألون ليل، الذي شارك في كل الاجتماعات. وقد عقد الوسيط الأوروبي والممثلون السوريون ثمانية لقاءات منفصلة مع مسؤلين سوريين رفيعي المستوى بما فيهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم بالاضافة الى مسؤول في المخابرات السورية برتبة ضابط. وقد انقطعت الاتصالات بين الطرفين بعدما طالب السوريون بوضع حد للاجتماعات غير الرسمية ودعوا الى عقد اجتماع سري على مستوى نائب الوزير، من الجانب السوري، ومدير عام في الوزارة من الجانب الاسرائيلي بحضور مسؤول أميركي رفيع المستوى. الا أن اسرائيل لم توافق على الطلب السوري. والجدير بالذكر أن ممثل سوريا في المحادثات، ابراهيم سليمان وهو مواطن أميركي، قد زار القدس وسلم مسؤولين في الوزارة الخارجية رسالة حول رغبة السوريين بابرام اتفاق مع اسرائيل. كما طالب السوريون بنيل مساعدة اسرائيل بغية تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وبالأخص بغية رفع الحصار الأميركي عن سوريا. وفي ما يتعلق بموضوع الحصار الأميركي، شدد الوسيط الأوروبي على قلق القيادة السورية من أن يؤدي تراجع مداخيل النفط الى انهيار اقتصادي في البلاد وبالتالي الى اضعاف استقرار نظام الأسد. ووفقاً للأميركي جيفري أرونسون من منظمة السلام للشرق الأوسط، واشنطن الذي شارك في المحادثات، سيدعو أي اتفاق، تحت رعاية الولايات المتحدة، سوريا الى تأمين ضمانات بأن حزب الله سيتحول الى حزب سياسي فحسب. كما أطلع صحيفة هآرتس أن خالد مشعل، رئيس مكتب حركة حماس في سوريا سيضطر الى مغادرة العاصمة السورية. كما ستضطر سوريا الى العمل على التوصل الى حل للأزمة العراقية من خلال اتفاق يبرم بين القائد الشيعي مقتضى الصدر والقيادة السنية. وبالاضافة الى ذلك، يجب ان تساهم سوريا في حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي بما فيه مشكلة الللاجئين. ووفقاً لأرونسون، سيسمح انشاء منتزه في هضبة الجولان بانسحاب القوات الاسرائيلية حتى حدود 4 يونيو من جهة والى الحد من القلق الاسرائيلي حيال نفاذ السوريين الى موارد بحيرة كينيريت المائية من جهة أخرى. وأضاف: " نحن أمام جهود جدية وصريحة لايجاد حل خلاق لمشاكل عملية أعاقت التوصل الى اتفاق بين الطرفين خلال حكم باراك والى خلق جو من الثقة المتبادلة." وقد اتضح أن احدى الرسائل السورية الموجهة الى اسرائيل تتمحور حول العلاقات بين دمشق وطهران. وفي الرسالة، يؤكد النظام العلوي أنه جزء متكامل من الطائفة السنية مما يعيق فكرة انشاء نظام شيعي ويتعارض مع السياسة الايرانية في العراق. وشدد مسؤول سوري رفيع المستوى على أن اتفاقية السلام مع اسرائيل ستخول سوريا الابتعاد عن الخط الايراني. ورفض ليل الكشف عن تفاصيل اللقاءات الا أنه أكد صحة الأقاويل حول اقامتها. وأضاف أن هذه الاجتماعات التي تجري على مستوى غير رسمي شكلت ظاهرة شائعة في العقود الأخيرة. وقال ليل " نصر على أن تعرف كل الأطراف المعنية بوجود هذه اللقاءات الا أن لا صلة لأي طرف اسرائلي رسمي بمضمون هذه المحادثات أو الأفكار التي طرحت خلال اللقاءات." وقبل انعقاد هذه اللقاءات، سعى ليل الى اقامة المزيد من المحادثات السرية بين سوريا واسرائيل بمساعدة الوساطة التركية لاسيما بعدما طلب الرئيس الأسد المساعدة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. الا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بعدما رفضت اسرائيل عقد محادثات رسمية وبعدما رفضت سوريا حصر المحادثات على "المستوى الأكاديمي" أي في اطار مماثل للمحادثات التي سبقت اتفاقية أوسلو. ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أي رد رسمي بعدما تسربت المعلومات يوم الثلثاء. الا أن الاذاعة الاسرائيلية نقلت عن مسؤولين اسرائيليين رفضوا الكشف عن هويتهم أن اسرائيل لم تجر أي اتصالات مع سوريا. 4)جولان للبيع مرة ثانية.! .... من يزيد؟ أجدني مع كل مستجد على الساحة السورية، -وما أكثر هذه المستجدات التي لا تسر- مضطرا للتذكير بأن المواطن السوري ليس في أدنى أولويات النظام السوري، بل ليس له أي أولوية عنده، إلا بمقدار ما يبقى: عاملاً منتجا لصالح المافيا الإخطبوطية التي استولت على مقدرات البلد، وحياً إلى الحد الذي يمكن قيدُه في سجلات الاستفتاء التي تنظم كل سبع سنوات لإعادة إنتاج الرئاسة من جديد. وحتى هذه لم يعد النظام محتاجا إليها بعد أن صرنا نحيي الموتى من القبور للمشاركة في هذه الاستفتاءات. آخر هذه المستجدات طلعت علينا بما هو معروف للقاصي والداني من مفاوضات تجري مع إسرائيل. ولكن عباقرة الإعلام السوري لا يريدون أن يروا ما رآه كل الناس، حتى أعلنته الصحف الإسرائيلية، التي من المفترض أن تدافع عن النظام السوري، تساوقا مع رغبة حكومة إسرائيل التي طالما ثنت الرئيس "بوش" الذي أراد –فقط- أن يعوّم النظام، بما يعني أن يتركه وشأنه ،فإن استطاع أن يقف في وجه الشعب فبها، وإلا فلا حاجة له بنظام ضعيف لا يتماسك إلا أن تدعمه واشنطن. ليس صحيحا ما تذيعه القنوات الفضائية بأن النظام السوري يطلق بالونات اختبار ليرى مدى استجابة تل أبيب لأي مسعى تفاوضي مع دمشق، بل إن إسرائيل هي من يطلق هذه البالونات لتضليل النظام عما تخطط له كمرحلة متقدمة لا تخطر ببال مهندسي السياسة في دمشق إن كان ثمة سياسيون حقيقيون فيها. لسان حال جنرالات إسرائيل: أن الإنسان لا يشتري ما هو في يده. فهم قد يدفعون ثمنا لحكام دمشق، ولكن على أن يحوّل هؤلاء باقي الجيش السوري إلى أجهزة أمنية لحماية النظام، وليس مقابل الجولان، بل مقابل أن يستمر الجنرالات في معارضة خطة "بوش" الذي لا ينسى ذكر النظام السوري جنبا إلى جنب مع حكام إيران ،حتى وهو في مزرعته في تكساس يرعى البقر. لسنا بحاجة للتعليق على مقابلة "مهدي دخل الله" مع قناة "العربية" حيث أضحك المشاهدين على سذاجته المفرطة، وهو يصور النظام السوري كدرع واقٍ يحمي الحدود من أطماع إسرائيل. وأنه لا مفاوضات معها من تحت الطاولة. وإن سورية إذا أرادت أن تفاوض ففي وضح النهار، وكأن المفاوضات في وضح النهار وسام شرف. إن المفاوضات مع إسرائيل هروب من استحقاق القتال لاستعادة الأرض المحتلة والكرامة المهدورة. بل إنه قد تكون المفاوضة في السر أقل إيلاما للمواطن السوري من أن يرى أمن الوطن يباع جهارا نهارا، ولسان حاله يقول:"إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا". لم نعد بحاجة للتدليل بأن النظام السوري يهرب من مواجهة أي استحقاق، لا لضعفه عن المواجهة، وهو أمر متيقن بعد أن حطم جاهزية الجيش السوري لأي حرب قد تشنها عليه إسرائيل، بل لأنه يريد أن يؤكد لإسرائيل أنه مستعد لدفع ثمن البقاء. وما يزال أعضاء في الكونغرس الأمريكي يجيئون إلى دمشق ويذهبون، حاملين معهم الرسائل إلى حكام إسرائيل ،الحمائم دون الصقور، -مع أنه ليس فيهم إلا صقور- وأن القيادة في دمشق ما عادت في وارد المطالبة لا بشاطئ "طبرية"، ولا حتى بالجولان، وتكفينا دمشق، ومن قنع عاش. 5)مسؤول إسرائيلي: دمشق إقترحت اجتماعاً طارئاً خلال حرب تموز اعلن مدير عام وزارة الخارجية السابق الون ليئيل، امس، انه اطلع القيادة الإسرائيلية على نتائج الاتصالات التي اجراها مع قيادات سورية، ومن بينها استعداد دمشق لـ"مغادرة" حلفها مع ايران، واكد ان السوريين اقترحوا عقد اجتماع سري طارئ في اوروبا خلال الحرب على لبنان الصيف الماضي، وان الرئيس السوري بشار الاسد "مهتم جدا" في اعادة فتح محادثات سلام مع اسرائيل. وقال ليئيل الذي اتصل بالسوريين لاكثر من سنتين، خلال مؤتمر الحوار الاستراتيجي في كلية نتانيا الاكاديمية "لقد تحدثت مع كل من يجب التحدث معه (في اسرائيل) قبل كل لقاء (مع السوريين) ولم اغادر الى لقاءات من دون الابلاغ بذلك، واعطيت تقارير مكتوبة وشفهية فور عودتي"، معربا عن اعتقاده بان لدى رجل الاعمال الاميركي من اصل سوري ابراهيم سليمان الذي اجتمع معه، قنوات مع الحكومة السورية. اضاف ليئيل انه ابلغ مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي حول رغبة سوريا في اجراء الاتصالات كما ابلغ مسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية لكنه لم يتحدث في الموضوع مع احد في وزارة الدفاع. واوضح "تحدثت مع موظفين رفيعي المستوى (في اسرائيل)، ليس واحدا ولا اثنين ولا حتى خمسة". واشار الى ان رئيس مؤسسة السلام في الشرق الاوسط في واشنطن جيفري ارونسون جمعه مع سليمان، وانه اجتمع 8 مرات مع اكثر من 5 مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، وان لقاءات عدة جرت برعاية الحكومة السويسرية. وحول رغبة سوريا بالتفاوض وعدم ممانعتها ترك ايران، قال ليئيل "من الواضح جدا لنا ان الاسد يريد محادثات.. هذا لا يضمن باي طريقة حصول اتفاق. ولكن لاسباب عديدة ليست كلها واضحة لنا، انه مهتم جدا باجراء مفاوضات. على الرغم من ذلك، فقد اوضح لنا السوريون انه لا يمكنهم الدخول الى مفاوضات من موقع عزلة ولا يمكنهم ايضا اهمال حلفهم مع ايران طالما انه لا يتم كسر العزلة التي يفرضها الغرب عليهم. السوريين لا يمانعون في مغادرة حلفهم مع ايران وهم ليسوا معنيين به، لكن لا خيار امامهم طالما انهم مرفوضون من جانب الولايات المتحدة واوروبا". واكد المسؤول السابق ان الاجتماع الاخير حصل في نهاية تموز (يوليو) الماضي خلال الحرب على لبنان بطلب من دمشق يوم كان قصف "حزب الله" على اسرائيل عنيفا، وقال "كان يوما صعبا جدا، واقترح الجانب السوري انه بما ان هناك حرب ووضع طارئ، فليتم عقد لقاء سريع جدا، على مستوى رفيع، مستوى مساعدي وزراء، بوجود اميركي في الغرفة". وقال "لقد عدت الى البلاد وابلغت مسؤولين رفيعي المستوى في اسرائيل بنية السوريين اللقاء ومارست ضغوطا لكن الجواب الذي تلقيته كان سلبيا. لقد ابلغتهم بأن ثمة فرصة الآن، وان للسوريين تأثير على حزب الله. لقد مارست ضغوطا مكثفة، وليس محادثات في الممر وكان الجواب الذي تلقيته: لا نريد اللقاء بهم". وتناول ليئيل ما اسماه التفاهمات مع السوريين وقال "لقد جربنا كل شيء بما في ذلك تبادل اراض نحافظ من خلالها على معظم مناطق هضبة الجولان، وان يحصل السوريون على مناطق بديلة من الاردن، على ان يحصل الاردن مقابل ذلك على مناطق في غور الأردن. الاتراك اوضحوا لنا ان سوريا ليست معنية (بمبادلة اراض) وقالوا لنا ان ننسى الامر ولم يعد الموضوع مطروحا على جدول البحث.. لقد شرحنا للسوريين منذ البداية ان اسرائيل لا يمكنها الانسحاب من هضبة الجولان وقطاع غزة في الوقت نفسه، فقد كانت خطة فك الارتباط على جدول الأعمال، وقلنا لهم في غرف المحادثات اننا لا نستطيع الدخول في قناة مفاوضات علنية طالما اننا منهمكين في فك الارتباط، واعتقد ان السوريين فهموا ذلك.. لكن مر نصف سنة منذ ان اهمل اولمرت خطة التجميع التي بادر اليها، واعتقدنا ان الآن هو الوقت المناسب للموضوع السوري، واعتقد انه خلال نصف السنة الماضية ثار جدل شعبي حول هذا الموضوع" في إسرائيل. واكد المسؤول انه اقترح على مفاوضيه السوريين ان يطلق مسؤولون سوريون تصريحات مؤيدة للمفاوضات مع اسرائيل على امل ان تلقى صدى في اسرائيل، وهو ما لم يحدث. وتحدث الوسيط الاميركي ارونسون في المؤتمر، واكد اقوال ليئيل بشأن جدية سوريا للدخول في مفاوضات، وقال "لا ننفي احتمال ان تكون المحادثات معنا تكتيك (سوري) لنيل اعجاب واشنطن، لكن بالاستناد الى الجهود الشخصية التي بذلها الطرفان، فإنني اعتقد ان ثمة سبب جدي ايضا لوجود رغبة في الجلوس الى طاولة مفاوضات حقيقية". وشار ارونسون الى ان احد المواضيع التي تم بحثها خلال المفاوضات السرية كان انشاء "محمية سورية" حول بحيرة طبرية مع تمكين الاسرائيليين من الابحار فيها واعطاء تصاريح صيد للسوريين في البحيرة. وقال "في اطار المحادثات مع السوريين، تحدثنا ايضا عن (الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدم في دمشق) ايلي كوهين وعن اعطاء إجازات للسوريين في السجن الإسرائيلي، وعن زيارات الإسرائيليين الى سوريا". واشار الى انه لم تجر خلال المحادثات مداولات حول حدود عسكرية او عن ترسيم حدود اقليمية باستثناء المداولات حول المحمية السورية في الجولان، وتم رسم خرائط لها. وقال ان "المواضيع الامنية كانت فوق قدرتنا المهنية واختصاصنا، كما ان طواقم اخرى بحثت فيها، ولذلك لم نتطرق اليها. كانت الفكرة السماح للاسرائيليين بالدخول الى المحمية واجزاء في هضبة الجولان في حال كان هناك اتفاق وانتقلت هضبة الجولان الى ايدي السوريين، وطلب السوريون انه في حال التوصل الى اتفاق واستعادة هضبة الجولان ان تبقى الموارد الطبيعية في المنطقة كما هي، واصروا بشكل خاص على ابقاء معامل صنع النبيذ كما هي اليوم". 6)السلام مع سورية كما تفهمه إسرائيل ليست المرة الأولى التي تعرض فيها إسرائيل إجراء مقايضات عربية – عربية لحل المشكلات الناجمة عن توسعاتها الاستيطانية، فقد سبق لمسئولين وباحثين إسرائيليين أن عرضوا فكرة مقايضة المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية بأراض مصرية في سيناء وساحل العريش، على أن تعوض إسرائيل مصر في المقابل ببعض الأراضي من صحراء النقب. اليوم يتقدم باحثون وسياسيون إسرائيليون بمقايضات مماثلة، تنتهي إلى احتفاظ إسرائيل بعشرين بالمائة من هضبة الجولان السورية المحتلة، مقابل أراض لبنانية أو أردنية مساوية في الحجم والنوعية تعطى لسورية، على أن تعوض إسرائيل الأردن في المقابل بأراض في وادي عربة، أو لبنان بمناطق مأهولة بالفلسطينيين في الشمال. وليست هي المرة الأولى كذلك، التي تعرض فيها إسرائيل فكرة التخلي عن أراض فلسطينية مأهولة بالسكان داخل الخط الأخضر، مقابل ضمها لأجزاء إستراتيجية واسعة من الضفة الغربية والقدس مشبعة بالمستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين، ففي عهد نتنياهو عرضت مقايضة من هذا النوع، إسرائيل توافق على ضم مناطق أم الفحم وقرى المثلث المأهولة بالفلسطينيين إلى مناطق السلطة، مقابل تخلي الفلسطينيين رسميا ونهائيا عن مطالباتهم بالمناطق التي شيدت فوقها الكتل الاستيطانية الضخمة ومحيطها الحيوي في الضفة والقطاع. والحقيقة أننا أمام موجة جديدة من "الكرم" الإسرائيلي لا سابق لها في التاريخ القصير للدولة العبرية، ففي السابق كانت اليمين الإسرائيلي يعتبر أن عدم احتلال الأردن وضمه إلى إسرائيل هو التعبير عن ذروة "التسامح" اليهودي في التخلي عن أجزاء من "وطن الآباء والأجداد" مقابل السلام، بل أن نتنياهو اعتبر التخلي عن الأردن ذروة "التضحية" الإسرائيلية المؤلمة في سبيل السلام، وثمة في إسرائيل إلى اليوم، من يعتبر أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية، هو التنفيذ "لصادق والأمين" للقرار الدولي 242 الذي ينص وفقا للقراءة الإسرائيلية على الانسحاب من "أراض عربية محتلة عام 67". الأفكار الإسرائيلية الجديدة للسلام مع سورية والتي يقال أن دمشق لم تقبلها ولكنها لم ترفضها نهائيا، تندرج في سياق "التسويات التي يجريها المجتمع الإسرائيلي مع نفسه"، وليس في سياق التسويات التي يتعين إجراؤها بين العرب والإسرائيليين، وهي تأخذ بنظر الاعتبار حاجات إسرائيل ومصالحها وتطلعات شهيتها الاستيطانية المفتوحة، ولا تقيم وزنا لمصالح العرب وحقوقهم وتطلعاتهم في المقابل. وهي فوق هذا وذاك، تستخف بمختلف الأطراف العربية ولا تقيم وزنا لحساباتها ومواقفها، فهي ترسم وتعيد رسم خرائط لبنان ومصر والأردن وسورية، من دون أن يكلف الباحثون والخبراء أنفسهم عناء السؤال: وماذا لو رفض الأردن أو لبنان المقايضة مع سورية؟... ماذا لو رفض "المواطنون العرب في إسرائيل" مثل هذه المقايضات كما فعلوا زمن نتنياهو؟... ولماذا يبدو هؤلاء الباحثين والسياسيين متأكدين بأننا سنقبل في نهاية المطاف بما تفيض به عقولهم السوداء ونفسياتهم المريضة؟ ليس سلاما هذا الذي تعرضه الورقة الإسرائيلية على سورية، بل صك إذعان واستسلام... وليس وطنيا ولا قوميا من يقبل بإعادة ترسيم خرائط المنطقة وجغرافيتها وديمغرافيتها وفقا لمقياس الرسم الإسرائيلي المصمم لخدمة إدامة الاحتلال وتوسيع الاستيطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق